مقالات | نساء ليبيا في قلب الاقتصاد ابتسام بن عامر نموذج

 نساء ليبيا في قلب الاقتصاد ابتسام بن عامر نموذج



خاص نون | سارة عبدالله 



 في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها ليبيا، تبرز المرأة الليبية كرائدة تغيير حقيقية تصنع الأمل وتصوغ المستقبل بإرادة لا تلين. لم تعد ريادة الأعمال تقتصر على الرجال فقط، بل أصبحت المرأة الليبية اليوم حاضرة بقوة في المشهد الاقتصادي، تثبت جدارتها وتؤكد قدرتها على بناء مشاريع ناجحة ومؤثرة. إن تسليط الضوء على قصص النساء الرائدات ليس مجرد تكريم لجهودهن، بل هو دعوة ملهمة لكل فتاة وسيدة لتؤمن بنفسها وتشق طريقها نحو التمكين والاستقلال الاقتصادي. في هذا السياق، نسلط الضوء على إحدى أبرز رائدات الأعمال الليبيات: السيدة ابتسام بن عامر، التي مثّلت نموذجًا يُحتذى به في الريادة والالتزام المجتمعي.


وُلدت ابتسام بن عامر في مدينة بنغازي في 27 نوفمبر 1949. حصلت على ليسانس في الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة الفلبين في عام 1981، كما نالت شهادة في هندسة الديكور من معهد متخصص، مما يعكس اهتمامها بالعلوم الإنسانية والفنون التطبيقية على حد سواء، كما أنها حاصلة على مؤهل جامعي قسم اللغات جامع طرابلس ودراسات علوية في الفقه ودراسات إسلامية كما أنها حاصلة على شهادة في الآداب والعلوم الإنسانية بريطانيا أكسفورد وشهادة الدكتوراه فخرية من منظمة المنارة العالمية ‏ثم تدرجت في العمل بشركة الخطوط الإنجليزية حتى وصلت إلى ضباط مبيعات كما تدرج في التسلسل الوظيفي بالملكية الأردنية


‏ولها العديد من الشهادات العالمية والعديد من الكاتبات في المجلات الثقافية الورقية الإلكترونية صاحبة " كتاب بؤر مضيئة"، والذي يُعد من أبرز أعمالها الأدبية. بالإضافة إلى ذلك، قامت بتأليف كتاب آخر بعنوان "أزرار الحياة"، وساهمت في كتابة أجزاء من سلسلة "نبض المبدعين العرب" . كما اشرنا سابقاً بدأت مسيرتها المهنية قائد كشفية ثم انتقلت إلى العالم الأعمال ثم أصبحت من أوائل النساء الليبيات على التوالي وتولد بعد ذلك رئاسة الفرع الليبي للاتحاد سيدات الأعمال في السوق مشتركة للشرق والجنوب إفريقيا حيث قادة العديد من المبادرات لدعم رائدات الأعمال الليبية من أبرز هذه المبادرات تنظيم تدريبات في مجال الثقافة المالية والوصول إلى التمويل بالإضافة إلى تعزيز فرص توسع الأسواق الدولية ،كما أنها تُعد من أوائل النساء الليبيات اللواتي حصلن على عضوية في الغرفة العربية البريطانية وغرفة التجارة العربية النمساوية.

 ​

تنتمي ابتسام إلى عائلة لها تاريخ في الريادة النسائية؛ فوالدتها، السيدة حميدة بن عامر، كانت من أوائل الإعلاميات في ليبيا، حيث قدمت برنامج "ركن المرأة" في خمسينيات القرن الماضي، وأسست جمعية النهضة النسائية في بنغازي.


نالت السيدة ابتسام بن عامر جائزة "المرأة الملهمة"، تقديراً لجهودها في دعم وتمكين المرأة الليبية في مجالات متعددة، بما في ذلك ريادة الأعمال والعمل الاجتماعي، وجائزة المرأة الملهمة هي جائزة تقديرية تمنح للنساء المؤثرات في مجالات التربية والتعليم، العمل الاجتماعي والتطوعي، الصحة الجسدية والنفسية، المجال العملي، الفن والإعلام والتأثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تسعى الجائزة إلى أن تكون داعماً رئيسياً للنساء وأن تساهم بدورها في تشكيل النسيج الليبي اليوم عن طريق تسليط الضوء على النساء القدوات، وأن تساهم في تجسير التواصل بين هاته النساء والمجتمع بأسره.

 

 

قصة السيدة ابتسام بن عامر ليست مجرد سيرة ذاتية مليئة بالنجاحات، بل هي شهادة حية على قدرة المرأة الليبية على التميز رغم القيود والتحديات. من خلال مبادراتها المتعددة ومشاركتها الفاعلة محليًا ودوليًا، فتحت أبوابًا جديدة أمام نساء ليبيا في مجالات ريادة الأعمال، وأكدت أن تمكين المرأة ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء اقتصاد قوي ومجتمع عادل. إن دعم وتشجيع النساء الرائدات لا يسهم فقط في تعزيز الاقتصاد، بل يعزز أيضًا ثقافة المشاركة والمساواة. فلنواصل جميعًا، مؤسسات وأفرادًا، دعم الطموحات النسائية وتوفير المساحات التي تستحقها كل امرأة تسعى لصناعة الفرق.

تعليقات

المشاركات الشائعة