تحقيقات | هل نحمي أطفالنا بما يكفي من مرض السكري؟ داء صامت في أجساد صغيرة: السكري يهاجم الطفولة

 هل نحمي أطفالنا بما يكفي من مرض السكري؟

داء صامت في أجساد صغيرة: السكري يهاجم الطفولة 

 خاص نون | إيناس فرحات 



لوحظ في السنوات الأخيرة تزايد في عدد الأطفال المصابين بمرض السكري في ليبيا، مما يثير القلق حول الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع والتحديات التي تواجهها الاسر في التعامل مع هذا المرض المزمن، وعلى الرغم من عدم توفر إحصائيات رسمية حديثة، إلا أن التقارير الطبية والملاحظات الميدانية تشير إلى تزايد حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الأول بين الأطفال في ليبيا، عليه ولأهمية هذا الموضوع وخطورته قررت نون النسوة التركيز عليه ومحاولة فهم أسبابه وطرق علاجه وكيفية تعامل الاسر مع الحالات المصابة. 

وفقاً لملاحظات الأطباء والمتخصصين الذين حاورناهم أن الأسباب المحتملة لارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري بين الأطفال ترجع الى ثلاث أسباب رئيسية تتمثل في:

العوامل الوراثية: من حيث وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري مما يزيد من خطر الإصابة. 

نمط الحياة: التغيرات في النظام الغذائي وقلة النشاط البدني.

نقص الوعي: قلة الوعي بأعراض المرض تؤدي الى التأخر في التشخيص والعلاج.

 

حيث ترى الدكتورة  نورا عبد السميع دكتور أطفال(اخصائية أمراض سكري) مصحة الملكي

أن مرض السكر هو مرض مزمن يصيب الملايين من الأشخاص حول العالم يتطلب إدارة دقيقة واهتماما مستمر ويتضمن هذا المرض نوعين رئيسيين النوع الأول والثاني ولكل نوع أسبابه وعوامل خطورته. 




انواع مرض السكر 

النوع الأول 

يحدث بسبب خلل في الجهاز المناعي يؤدي الي تدمير خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين يظهّر عادة في الطفولة والمراهقة ولكن يمكن أن يصيب البالغين أيضاً. 

النوع الثاني

وهو يرتبط بالسمنة ونمط الحياة، ويمكن الوقاية منه بتعديل نمط الحياة. 

كما تقول الدكتورة أن للمرض علامات حيث توجد العديد من العلامات التي تدل علي أصابه الاطفال بمرض السكري، مثل: 

عطش شديد، تبول متكرر، فقدان وزن مفاجئ، تعب وارهاق

أما بالنسبة للعوامل التي تؤدي الي الإصابة بمرض السكري فهي: 

•الجينات الوراثية. 

•العوامل المناعية. 

•بعض الفيروسات. 

•السمنة ونمط الحياة غير الصحي. 

هذا وقد أوضحت عبد السميع أنه على الرغم من عدم امكانية الوقاية من مرض السكري من النوع الأول إلا انه يمكن الوقاية من النوع الثاني وذلك من خلال تعديل نمط الحياة من حيث:

•تجنب السكريات الزائدة. 

•تجنب الوجبات السريعة. 

•التركيز على الغذاء الصحي. 

وأكدت على أن لمرض السكر مضاعفات خطيرة فإذا لم يتم التحكم بمستويات السكر في الدم فقد يؤدي الي مضاعفات خطيره مثل: 

•تلف العين. 

•تلف القدم. 

•تلف الكلى (الاعتلال الكلوي). 

•امراض الجلد والفم. 

•امراض القلب والأوعية الدموية. 

كما أوضحت أنه توجد العديد من العلاجات والتقنيات الحديثة التي تساعد في إدارة مرض السكري، مثل:

•مضخات الأنسولين 

• أجهزة قياس السكر المستمرة

هذا وتنصح الدكتورة عبد السميع انه في حال تشخيص الطفل بمرض السكري يمكن للأسرة التعامل مع تشخيص إصابة طفلهم بمرض السكري عن طريق: طمأنه الطفل، الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية، وكذلك توفير الدعم النفسي والأسري للطفل.

 

وبحسب ما أفادت به الدكتورة سهام الحجازي دكتورة التغذية العلاجية بمركز ليبيا الطبي 

أن النظام الغذائي الصحي على الوجبات الرئيسية مهم وهي الفطور والغداء والفواكه والحليب كامل الدسم والتمر والابتعاد على الزيوت النباتية والاملاح والشكولاتة والمواد الحافظة لمرض السكر للأطفال. وانه يجب تقليل النشويات وهي الأرز والخبز والقمح والشعير والوانه أذا كان وراثي يتطلب عمل تحاليل روتينية. 

وإذا كان المريض يعاني من سمنه علينا اولاً نقوم بعمل تحليل سكر تراكمي أذا كان الطفل لا يعاني من السكر نقوم بأتباع نظام غذائي صحي والمحافظة من ناحية الاكل والابتعاد عن السكريات ولعمل نظام غذائي للطفل يجب ان يكون عمره سنتين فما فوق.

ويجب علي الطفل شرب كميات كبيره من الماء والعصائر الطبيعيةالخالية من السكر واضافة القليل من العسل. 

 

واتباع نظام للنوم أيضاً عند الاطفال لا تقل عن ثمان ساعات لتحسين مستوي السكر للحصول على جسم صحي وصحة جيده. وانه يجب ابعاد الطفل عن التوتر والمشاكل الأسرية


بين الصدمة والتأقلم..... رحلة أسر الأطفال مع المرض

تحديات تواجه الاسر في التعامل مع المرض

 

غالبًا ما تبدأ رحلة اكتشاف إصابة الأطفال بمرض السكري بأعراض بسيطة تبدو عابرة، مثل العطش المستمر، التبول المتكرر، والتعب العام. لكن سرعان ما تتحول هذه الإشارات إلى ناقوس خطر يدفع الأسر إلى مراجعة الأطباء، حيث تكون الصدمة الأولى في التشخيص.

 

ام هبه من البيضاء 

لاحظت كثرة دخول هبه الى الحمام طوال اليوم وشعورها الدائم بالإرهاق والتعب الامر الذي جعلني اعرضها على طبيب أطفال مختص والذي بدوره طلب مجموعة من التحاليل كان من بينها تحليل السكر التراكمي ومقاومة الانسولين عندما جاءت النتائج إيجابية وانها تعاني ارتفاعاً في السكر التراكمي وتعاني مقاومة انسولين كانت الخبر كصاعقة وقعت على رأسي ، لكن الدكتور طمئننا وقال انه لا يزال عارض ولم ندخل مرحلة المرض بعد، كل ما علينا الان هو تغيير نمط تغذيتها و النوم المبكر و ممارسة المشي بشكل يومي ، استمرينا لمدة خمس شهور على هذا النمط الغذائي ولم يكن الامر بالسهل على هبه خاصةً وانها كانت فترة مدرسية وكان كل اصدقاءها ومن حولها في المدرسة يتناولون العصائر والسكريات والحلويات بشكل يومي، فكانت في أحيانٍ كثيرة لا تهتم وأحياناً اكثر تنهار و تبكي وتطالب بقطعة كبيرة من الشوكولا والعصير والشيبس، "يشهد الله انها كانت فترة عصيبة عليها وعلينا"، حاولت قدر الإمكان تثقيف نفسي بخصوص هذا المرض و كيفية حماية طفلتي واخوتها ، ولله الحمد وبعد رحلة دامت اكثر من ثمان شهور دخلنا مرحلة الأمان ولكن يجب المتابعة والاهتمام وعدم الإهمال لأنه مرض من امراض العصر المزمنة.

ام محمد – بنغازي 

بدأت أعراض مهند بعطش شديد، لم نكن نتخيل أنها بداية مرض مزمن. عندما أخبرنا الطبيب بأنه مصاب بالنوع الأول من السكري، انهارت الأسرة. لم نكن نعرف أي شيء عن الأنسولين أو النظام الغذائي. استغرق منا الأمر شهورًا لفهم كيف نُوازن جرعاته اليومية ونراقب مستوى السكر."

في ظل غياب دعم نفسي مؤسسي، تعتمد الأسر على بعضها البعض أو على مجموعات عبر الإنترنت لتبادل النصائح والمساندة. كثير من الأسر تُطالب بتوفير جلسات إرشاد جماعي ودورات تدريبية لأولياء الأمور ليتعلموا كيفية التعامل مع طفل مريض سكري دون تحميله شعورًا بالاختلاف أو الذنب

يُعد ارتفاع معدلات إصابة الأطفال بمرض السكري في ليبيا قضية صحية ملحة تتطلب اهتمامًا عاجلًا من الجهات المعنية. من الضروري تطوير برامج توعية، وتحسين الوصول إلى الأدوية والع يعد ارتفاع معدلات إصابة الأطفال بمرض السكر في ليبيا قضية صحية ملحة تتطلب اهتماما من الجهات المعنية في المجتمع من ضرورة تطوير برامج توعويه وتحسين الوصول للأدوية والعلاج وتوفير بيئة مناسبه لهم وتقديم دعم نفسي ومادي للأسر والاطفال المصابين بمرض السكر لضمان حياه مستقرة لهم في ضل غياب هذا الدعم النفسي والمؤسسي ليدعم الاهل والاسر. 

كما يجب تبادل النصح والارشاد عبر الإنترنت والدورات التدريبية لأولياء الامور لكيفية التعامل مع الطفل مريض السكر وان يتم التركيز على الاكل المفيد للطفل خاصة الافطار الصباحي الذي يحتوي علىالبروتينات والبيض وتقديم الدعم النفسي للأسر المتأثرة، لضمان حياة صحية ومستقرة للأطفال المصابين.

تعليقات

المشاركات الشائعة